بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سعيدة ... فتاة تعيسة ولكن اسمها سعيدة
تخرجت في عام 150 قبل الميلاد
وكان تخصصها يحمل أكبر الشهادات بين بنات جنسها فهي ملمة بكل ما في الوجود من تخصصات علمية وأدبيه
ذكية مثابرة مجدة وممتازة في كل شيء يقع تحت يديها
كانت نسبة تخرجها 100 في المئة
وحاصلة على شهادة الدكتوراه من أرقى الجامعات على وجه الكرة الأرضية فرحت بتخرجها ككل طالب أو طالبه تتخرج من مشقات الدراسة
وكانت أسرتها سعيدة جدا بتخرج سعيدة حتى تساعدهم على مشقات الحياة
والد سعيد: رجل مسن كان يعمل في قطاع خاص << وطبعا القطاع الخاص ليس له أمان فقد طردوه من فترة طويلة لأن الشركة تغيرت وعليها أن تغير موظفيها بالجملة ( إلا من معه حرف الواو طبعا )
والدة سعيدة : امرأة في نهاية الأربعينات مصابة بمرض سرطاني وتتطلب معالجة واعتمدت بعد الله على جمعيات خيرية تساعدها في صرف العلاج لها ولكن عليها كل سنة أن تطلب من جمعية مختلفة لأن الجمعية الخيرية تصرف العلاج لمدة سنة واحدة فقط وعلاج الأم مستمر لنهاية العمر <<< مسكينة والدة سعيدة عانت من الوقوف وراء تلك ا لجمعيات وتشعر بالحرج وكأنها شحاذة تطلب المال وهي مضطرة لأن العلاج يكلفها ما يقارب الألف ريال لشهر واحد فقط وهي لا تمتلك فلسا واحد لرغيف العيش
إخوة سعيدة : صغار السن من فتيات وأولاد يحتاجون الرعاية والدعم المادي لمتطلبات الحياة
<<< معليش طولت السالفة وما أعطيتكم صلب الموضوع
كان الكل سعيد لتخرج سعيدة فهي الآن المصدر الرئيسي لمعولة العائلة بأذن الله عندما تجد تلك الوظيفة التي تحلم بها
جهزت ملفها الذي حمل جميع شهاداتها وبدأت رحلة الألف ميل
أولا : ذهبت لديوان الخدمة المدنية . دخلت وهي سعيدة تشعر بأن مفاتيح الفرج ستهل عليها
بسم الله نبدأ << قالت في نفسها ودخلت بانطلاق إلى غرفة الطردات أقصد غرفة الاستعلامات
دخلت وقالت هل لديكم وظيفة؟؟
ماذا ؟؟ وظيفة ؟؟ عفوا تابعي الصحف والجرائد ...طبعا هذا حديث الموظفة لكل حاملة ملف تأتي هناك
ذهبت للقطاعات الخاصة ووضعت ملفها في كل جهة وعند كل من هب ودب ورجعت بخفي حنين
ومرت سنوات طوال وتلك الموظفة تقول تابعي الصحف والجرائد وتلك الملفات تتهافت على كل مدرسة او شركة أو كل قطاع خاص تجده أمامها
والعجيب أنها تجد في دوائر حكومية موظفات من غير بلدها أجنبيات يحتلون أماكن وظيفية وهي مازالت تبحث بل إن بعضهن مازلن لم يتقن اللهجة وبالتالي تفضحهن لهجتنهن الأصل سعيدين بشغل تلك الوظائف وغيرهن يعاني وهو في أشد الحاجة
استقبلت مكالمة هاتفية من إحدى رفيقاتها : ألو سعيدة كيف حالك؟؟
هل مازلت تبحثين عن وظيفة؟
سعيدة : نعم
صديقتها : أيعقل ذلك؟
أتعرفين فلانة؟ لقد حصلت على وظيفة منذ تخرجها وهي الآن ما شاء الله في أعلى المستويات والدرجات الوظيفية
سعيدة: ماذا؟ فلانة تخرجت معي في نفس الدفعة وتحصيلها العلمي لم يكن جيدا وبالكاد نجحت!!
وأنا الأولى على الدفعة ! كيف يحصل هذا!
صديقتها : عزيزتي إنها تعرف أقارب كثيرون ومعارف في دوائر شتى فأختها حصلت على وظيفة وهي لم تستحقها وملفها يثبت ذلك وإخوانها كل واحد فيهم في أعلى المراتب وصلوا إليها بسرعة خيالية يثار الشك حولها
فهل ستندهشين أن تحصل على وظيفة قبلك!!
إن كانت معك واسطة فلن تتعبي أبدا أبدا
أقفلت سعيدة سماعة الهاتف وأقفلت فمها بكلمة واحدة اكتفت بها
حسبي الله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
حسبي الله ونعم الوكيل
<<< ومازالت سعيدة وعائلتها في ضائقة مالية مستمرة
ومازالت تبحث بملفها في كل مكان
ومازال الكثير يحصلون على مبتغاهم أمام عينيها وهي تشاهد ولم تستطع فعل شيء لأنها لاتعرف أحدا يمرر لها ملفها كما يفعل الأغلب من الناس
سعيدة لم تكن تعرف مامعنى حرف الواو
ولكن حياتها علمتها بانها اذا لم تمتلك ذلك الحرف كما يقال فهي ستبقى معلقة داخل الشباك المعقدة
<< فهل لديك واسطة لتساعد سعيدة لتحصل على وظيفة؟؟
أم هل لديك واسطة أقوى لتمنع تلك الواسطات حتى يحصل كل انسان على مايستحقه وتكون هناك فرص متكافئة للعمل ويحصل كل ذي حق على حقه؟
لقد اصبحت الواسطة هي المسيطرة على كل صغيرة وكبيرة في هذا الزمان
فهل أنت مع أم ضد هذه العبارة...